September 18, 2025
"العريــس والعروس..."

إنه الصيف، موسم المناسبات السعيدة والأفراح في اكثر من بلد. وللأفراح بريقها الخاص، لا سيما إن كانت تأتي تتويجاً لقصة حبٍ، بغضِ النظرِ عن الفصل والوقت واليوم...
عريسٌ يفعل المستحيل ليُقدم نفسه وكل ما له لإمرأة حياته... وعروسٌ قد جعلت يوم لقائها واتحادها بِرَجُلها أهم ايام حياتها، فتحضرت وتزينت بكل ما يعجبه ويحبه... ما أبهى هذه الصورة وما أروع أن يتحوّل ختام وقت الإنتظار والبعد والأشواق هذا إلى وحدةٍ لا انقسام فيها ولا نهاية لها، الى حبٍ يحيى، لا يذبل مع الزمن بل يستمر مع نبض الحياة.
 

لكن، تخيّل معي صديقي، صديقتي، تخيلا كم هو قاسٍ أن يأتيَ العريس بشوقٍ ولهفةٍ إلى عُرسه، ليجد عروسه غير مستعدّة ولا حتى منتظرة!
او لربما تنتظر، لكنها لا تشتعل شوقًا له..
تنتظر، لكنها لم تسعَ ولم تنشغل ولم تكترث لما يريده، ولم تبذل اي جهدٍ يليق بتضحياته لأجلها...
تخيّلا ألمه وخيبة أمله ووجع نفسه...
وتخيّلا معي خسارتها وبؤسها إن لم يعد يرغب بها.

ولكن، وفي بُعدٍ آخر يتجاوز محدوديتنا بأعماقٍ ومستويات وأشواط، هناك عريس أعظم وأسمى وأروع، وهناك عروس تتهيأ لعرسٍ أضخم وأمجد يتحضر...
فهل تعرف عنه؟
يخبرنا الإنجيل ان المسيح يسوع هو عريس الكنيسة الذي بذل نفسه لأجل خلاصها، أحبها حباً عجيباً وأعطاها الكل ليُحييها ويحررها ويضمن لها الحياة الأبدية معه. هو نفخ روحه القدوس فيها لكي تحيى بالروح وليس بحسب اهواء الجسد...
اعطاها نفسه وإسمه وكلمته وسلطانه لكي تحبه من كل قلبها وفكرها وقوتها وقدرتها...
والكنيسة ليست هي المبنى والمكان، ولا هي اولئك الذين وُلدوا بهوية مسيحية فحسب، بل هي كل شخصٍ يعرف المسيح ويقبله مُخَلِصاً شخصياً لحياته، هي جماعة المفديين الذين آمنوا بتجسده وصلبه وقيامته والذين يعيشون بمحبة الله وبمخافته. الكنيسة هي شعب الله الذي يحيى بطاعةٍ لوصاياه، هي جسد المسيح وعروسته التي تتجهز بلهفةٍ وحبٍ واجتهاد للقاء عريسها السماوي الذي سيأتي ثانيةً لأجلها في عرسٍ مهيب بعدما أعد لها مكاناً في بيت الآب...

فهل انت جزء من العروس التي تتزين بحبٍ ومخافةٍ وفرحٍ وأشواق للقاء عريسها؟
او هل تريد ان تعرف اكثر ولديك تساؤلات عن قصة الحب العجيب والعرس السماوي العتيد؟
إن كانت إجابتك "نعم" رجاءً لا تتردد في مراسلتنا على الخاص وسوف نتواصل معك بأقرب وقتٍ ممكن.
نحن بإنتظارك، لا تؤجل، ففيما الأرض تئن وتشتعل بالحروب، السماء تُعِد لعرسٍ ملكيٍ مجيد، واليوم الكبير قد اقترب... والعريــس إســــمه يـســـــــــوع!