August 21, 2025
لا تطرحوا ثقتكم

هل شعرتَ يوماً صديقي بغربة داخلية، مع أن كل الأحباء موجودون من حولك؟ هل تشعر أحياناً بأنك بعيد كل البعد عن تحقيق ما تصبو إليه؟ هل شعرتِ صديقتي يومًا بغياب المعنى والهدف مما تقومين به يومياً؟ وبأنكِ أحياناً غير قادرة على فهْمِ نفسك؟

 

 

أقول لك صديقي إنك لست وحدك، وأنتِ صديقتي أيضاً لستِ وحدكِ. فنحن قد نمرُّ أحياناً بهذه المشاعر، لكن الدعوة لنا اليوم ألَّا نظلَّ أسرى لها؛ فالرب غير متفاجئ بأي شعور نمرُّ به، وهو اليوم وكل يوم يدعونا أن نأتي إلى شخصه الكريم كما نحن، في ضعفنا وألمنا وحيرتنا وعدم فهمنا. وهو يريد أن يشجع كل قلب ضعيف حزين ومتألم مصابٍ بالحيرة ولديه الاشتياق لاختبار الرجاء من جديد… اسمعه وهو يقول لك:

"فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ." (عبرانيين 10 : 35، 36)

أشجعك اليوم ألَّا تطرح ثقتك به التي لها مجازاة عظيمة. فإذا شعرت يوماً بعدم فهْمٍ لنفسك أو بمرور الزمن دون تحقيق أحلامك، فلا تطرح ثقتك به، بل استمر في الاتكال عليه والثقة به. واصِلْ زرْعَ بذار الأمانة والصبر والاجتهاد والمثابرة في تفاصيل يومك الاعتيادية: في عملٍ وإن لم يكن المفضَّل لديك حالياً، وفي محبة وعطاء لعائلتك وأصدقائك، وفي خدمتك في كنيستك وإن بدت بسيطة لك. وفي وسط كل هذا، لا تنسَ أن ترفع عينيك يومياً إلى الرب، وتضع أمامه كل شعور لديك، واضعاً إياه أمام نوره الإلهي وحقه الكتابي الذي يقوّم ويغيّر ويرفع كل ثقل وهمّ في أعماقك، وهو أيضاً يفضح كل خداعِ العدو، ويشفي كل الجروح وينير كل الأشواق والأحلام.

لنصلِّ: نأتي إليك يا رب اليوم ونشكرك لأنك صالح وإلى الأبد رحمتك. نشكرك على مراحمك وأمانتك ومعونتك التي تمنحنا إياها كل يوم، حتى في الأيام التي نشعر فيها بضيق وحيرة وعدم فهم لأنفسنا أو للهدف والمعنى مما نقوم بها. يا رب نختار اليوم أن نثق بك، ونتكل عليك ونعرفك في كل طرقنا وتفاصيل حياتنا، واثقين بأنَّه لن يخزى كل من يؤمن بك ويصدِّقك ويثق بشخصك.

]