يتأمل جورج ماكين، من مستشار المحتوى بقناة سات-7، في ما فعله البابا فرنسيس في إيصال التعاليم المسيحية للناس خارج الكنيسة، وكيف ينبغي أن نرفض تنميط وتصنيف الاخرين ووضعهم في صور نمطية محدود حتى نتمكن من التواصل مع من يختلفون عنا.
مع أنه هذا السلوك غير الناضج والذي يصل لإلى الضرر أحيانا مرفوض من كثيرين إلا أن معظمنا لا يزال يفعله عن غير إدراك أحيانا.
في عصر المعلومات المتزايدة، يحتاج العقل البشري إلى أداة تساعده على استيعاب كل هذا الكم من المعلومات، وتمكنه من فهم الأخر المختلف عنه، ومن هنا تأتي عملية التصنيف: وهي الطريقة الأسهل لتحديد هوية الغريب وتصنيفه والتعامل معه بناءً على ذلك.
إذا لم نعط فرصة لأنفسنا للتفكير وبذل الجهد للإنصات إلى الشخص وتقبل الحقيقة عن الأخر المختلف عننا فسيكون من الصعب التخلّص من افتراضاتنا التي تم تكوينها عبر سنين وخاصة التي تعززها وسائل التواصل الاجتماعي عن تنميط الأخر.
كانت حياة البابا فرنسيس مثالا مشجعا لي لأني بصفتي رجل مسيحي أعيش في الشرق الأوسط، كنتُ أُقدّر دعواته للسلام وإنهاء الحروب. وقد أسعدني أسلوب صلاته من أجل المسيحيين في المنطقة وتذكيره العالم بتحدياتهم. وشعرتُ بالفخر لأن رأس الكنيسة الكاثوليكية كان يُلقي صوتًا مسيحيًا قويًا ومتوازنًا في القضايا الوجودية التي تواجه البشرية، مثل التحديات البيئية والاهتمام بخلق الله.
بالنسبة لقناة سات-7، كانت شخصية البابا الراحل وكلماته مصدر إلهام كبير، إذ أظهرت كيف يمكن ربط الإنجيل بتحديات الحياة اليومية. ومن خلال عرض القناة لبعض كلماته وتغطيتها لزياراته، وخاصةً إلى الشرق الأوسط، استطعنا تشجيع مشاهدينا المسيحيين وتقديم مثالٍ لجيراننا المسلمين لرجلٍ عاش إيمانه.
كانت حياته مثال تشجيع لقناة سات-7 لكي تكون صوتًا لمسيحيي المنطقة، وأن تصحح بعض الأحكام المسبقة والتصنيفات الموجهة ضدهم ظلمًا.
كما تعرّض البابا الراحل نفسه للتمييز والتصنيف. فبينما اعتبره الكثيرون شخصيةً متواضعةً، يدافع عن الفقراء والمستضعفين، وثوريًا يحثّ الكنيسة على إظهار الرحمة تجاه من يُوصَمون بعدم الاستحقاق، رأى آخرون في هذه الكلمات والأفعال نفسها عدم التزام بالحق الكتابي، مثل خلط السم في العسل. كانت الآراء حول البابا متطرفة أحيانًا من كلا الجانبين، لكنني أعتقد أن هذه الرؤى المتباينة هي تصنيفاتٌ ناتجة عن مخاوفنا أو نفاد صبرنا لفهم وتقدير الأخر.
كمؤمنين، نحن مدعوون إلى عدم التسرع في الحكم (أو التصنيف)، لذا فإن صلاتي من أجل الكنيسة العالمية هي أن نطرح الأسئلة الصعبة حول ما يمكن أن نتعلمه من حياة البابا فرنسيس.