مع اشتداد الحرب في غزة، وازدياد التوتر بسبب الحرب، يتذكر مسيحيو المنطقة بابا الفاتيكان الراحل البابا فرنسيس ومكالمته الهاتفية الأخيرة معهم، والتي دعا فيها إلى السلام والعدالة في الأراضي المقدسة.
وصف الأب جابرييل رومانيللي، من كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في غزة، في مداخلة مع برنامج "مش وحدك" على قناة سات-7 العربية، كيف كان البابا فرنسيس يتصل بالمسيحيين النازحين هناك كل مساء.
قال الأب رومانيللي: "آخر مرة اتصل بنا كانت عشية عيد الفصح قبل بدء القداس. شكرنا على صلواتنا من أجله، وأخبرنا أنه صلى من أجلنا وباركنا". "كانت مكالمة قصيرة، لكنه قال إنه يريدنا أن نعرف أنه معنا ويصلي من أجلنا ويعمل من أجل السلام والعدالة في المنطقة... ودعا إلى إنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لأن الوضع هنا كارثي".
بعد وفاته في 21 أبريل، نشر الفاتيكان فيديو قصير يُظهر العلاقة الوثيقة للبابا مع المجتمع المسيحي الصغير في غزة. وقد آوت كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية حوالي 1000 مسيحي طوال فترة الحرب، بالإضافة إلى بعض المسلمين من الحي المحلي، منهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال الأب رومانيللي إن مكالمات البابا الهاتفية لاقت ترحيبًا من الجميع هناك. "كان دائمًا يشكرنا ويشجعنا على خدمة كل من يحتاج. كان يسأل عن أحوالنا وعن أحوال الأطفال. وطلب منا حماية الأطفال والمسنين والمرضى.
"في هذه الأوقات العصيبة، كانت مكالماته مُطمئنة ومُفعمة بالأمل. دعا إلى السلام للجميع. دعا إلى الكرامة الإنسانية... كان يعرف أسماءنا. كان يتصل بنا كل يوم لمدة عام ونصف. حتى بعد خروجه من المستشفى، ظل يتصل."
كما استضافت حلقة "مش وحدك" الشيخ الدكتور محمد نقري، قاضي بيروت الشرعي، ومدير عام دار الفتوى سابقا حيث قال: "أنا كمسلم، أحزن على فقدان البابا فرنسيس، لأنه كان بابا الحوار والإنسانية وبابا الفقراء والمحتاجين والمضطهدين. آمل أن يكون البابا القادم على غرار البابا فرنسيس، لأنه حوّل الحوار إلى وثيقة للأخوة الإنسانية".
وقامت برامج أخرى على قناة سات-7 بتسليط الضوء على تأثير البابا فرنسيس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السنوات الماضية، مثل زياراته إلى بلدان مختلفة في الشرق الأوسط، والعلاقات التي أقامها مع قادة من مختلف الطوائف المسيحية وشخصيات دينية أخرى.
وفي برنامج "صباح الخير من بيروت"، تحدث القس بسمان جورج فتوحي، راعي كنيسة الصعود الكلدانية في بغداد، عن زيارة البابا المهمة إلى العراق عام ٢٠٢١، والتي أصر الأخير على القيام بها رغم التهديدات الأمنية. حمل البابا فرنسيس رسالة أمل وراحة إلى الناس في الموصل وقراقوش، المدينتين اللتين اجتاحتهما داعش في 2014.