April 30, 2025
وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ

هل فقدت في احد الأيام شيئاً ثميناً لديك، ووجدت نفسك تمضي دقائق بل وساعات وأحيانا يوم كامل في البحث عنه؟ 

هل في إحدى الأيام شعرت بأنك مُفتقد لأمر ما في حياتك، كأن تكون مُفتقد لشخص ما ، أو لوجود حبيب أو صديق يشعر ويهتم بك؟ 

هل في داخلك شوق لأن تجد من يفهم مشاعرك، من يرى أعماق قلبك ويُقدّر كل ما تمرّ به ويقف إلى جانبك داعماً أياك بكل قواه؟ 

هل بحثت وبحثت، وشعرت بأن جهودك لم تصل بك إلى نتيجة بعد...

مشاعرك صديقي، ومشاعرك صديقتي مُقدّرة وثمينة... وفي رحلة حياتنا نشكر الله حقيقي لكل اشخاص يضعهم الله في طريقنا من حين لآخر ليكونوا سبب تشجيع وسند لنا. لكننا ندرك بأننا في أوقات قد لا نجد من يفهم كل ما يدور في داخلنا، ولا نجد مَن يلتصق ويهتم بنا ، مَن يُنير لنا الطريق ويسير معنا كل تفاصيل المسير.... 

والحقيقة، أنه لا يوجد انسان لديه الإمكانية على استيعاب كل تفاصيل حياتنا وفِهم كل ما نمر به من فرح وحزن ، من كَرب وضيق، إلا الانسان يسوع المسيح، الذي جاء لعالمنا ، متجسداً في هيئة بشر، وعاش تفاصيل حياتنا... شعر بضيقنا، وبذل نفسه من اجلنا.... ففيه يمكن لنا أن نُدرك بأننا لسنا لوحدنا ، وبأن هناك من يهتم بنا بالحقيقة، ومن يشعر بكل تفاصيل مشاعرنا، ويرافقنا كل الدرب... ومن هو بالحقيقة " ...مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ. " امثال 18 : 24... مُحب يُشبع كل اعماقنا، ويفهم كل مشاعرنا... وبه نجد كل ما نحتاجه بل وأكثر، في ضيقنا وحزننا، في فرحنا وابتهاجنا... 

نعم صديقي، نعم صديقتي، فهو مَن يُشبع كل افتقادٍ في اعماقنا، إن كان افتقاد لوجود حبيب أو افتقاد لوجود صديق... فلن نجد سواه أكثر من يشعر بنا، ويفهمنا ويدرك مشاعرنا، بل ويهتم بنا سائراً معنا الدرب بحبه العجيب... 

واليوم لنأتي إليه ، ملتصقين به، ومتمسكين بشخصه... واثقين بحبه وصدق وعوده وبأنه الحبيب والصديق الألزق من الأخ... لنصلي: 

يا رب أشكرك لأنك أغلى حبيب وأروع صديق لي في الطريق... أشكرك لانه في رحلة بحثي عن الصديق والحبيب، اجدك أنت وأجد فيك كل ما احتاج، كل الكفاية، وكل ما أرجو وأكثر... احبك واطعيك واتمسك بك يا حبيب نفسي وصديقيّ الوفي...